أسئلة حرجة
الكتاب الذى نتحدث عنه اليوم لا يهدف إلى مساعدتك
فى خوض مناظرات مع آخرين وأنت مطمئن البال لوجود إجابات جاهزة،
فموضوع المناظرات بين أهل الإسلام وأهل الإلحاد وتجربة الرد على أسئلتهم،
قد ينتهى العمر قبل أن تختبرها أو تضطر إلى الاشتراك فيها،
لكن الأكيد أنك سوف تحتاج إلى الرد على هذه الأسئلة المربكة عندما تأتيك من أقرب الناس إليك،
ابنك المراهق، ابنتك التى تكبر بمرور الوقت، تلميذك، ابن صديقك،
شخصيات قصيرة حولك لن تمنعها البراءة والفطرة
من أن تسألك «لو ربنا موجود فعلا ليه مش شايفينه»،
و«أين يعيش الله؟»، و«وهو ربنا بينام زينا؟»،
أو «لماذا لا يستجيب الله لدعائى؟»،
و«ليه ربنا خلق ناس أغنيا وناس فقرا؟»،
ستواجه يوما ما هذه الأسئلة فماذا أعددت لها؟
لعثمة تتلف أنسجة مخ الطفل أم تأجيل يجبر الطفل على تلقى معلوماته من جهات أخرى
لا نعرف ماهيتها أم أساطير تُنشئ الطفل على حب الجهل؟
فى خوض مناظرات مع آخرين وأنت مطمئن البال لوجود إجابات جاهزة،
فموضوع المناظرات بين أهل الإسلام وأهل الإلحاد وتجربة الرد على أسئلتهم،
قد ينتهى العمر قبل أن تختبرها أو تضطر إلى الاشتراك فيها،
لكن الأكيد أنك سوف تحتاج إلى الرد على هذه الأسئلة المربكة عندما تأتيك من أقرب الناس إليك،
ابنك المراهق، ابنتك التى تكبر بمرور الوقت، تلميذك، ابن صديقك،
شخصيات قصيرة حولك لن تمنعها البراءة والفطرة
من أن تسألك «لو ربنا موجود فعلا ليه مش شايفينه»،
و«أين يعيش الله؟»، و«وهو ربنا بينام زينا؟»،
أو «لماذا لا يستجيب الله لدعائى؟»،
و«ليه ربنا خلق ناس أغنيا وناس فقرا؟»،
ستواجه يوما ما هذه الأسئلة فماذا أعددت لها؟
لعثمة تتلف أنسجة مخ الطفل أم تأجيل يجبر الطفل على تلقى معلوماته من جهات أخرى
لا نعرف ماهيتها أم أساطير تُنشئ الطفل على حب الجهل؟
لا بد أن يكون دليلك على وجود الله من شىء اختبره الطفل بنفسه،
فلا تحدثه عن المجرة وحركة الإلكترونات،
من الأفضل أن يبدأ الكلام من كون الطفل (كإنسان صغير) معجزة فى حد ذاته،
فى طريقة حياته، فى حواسه، عن مسيرة الطعام بداخله من المضغ حتى الإخراج،
وكيف أنها عمليات لا تتم بقرار منه،
لا تستسهل الإجابة إذا سألك طفلك قائلا: «أين الله؟» فتجيب: فى السماء،
ما لم تشرح له مبكرا أن الله فى كل مكان، وأقرب إليه كثيرا من السماء،
فمتى ستساعده على اكتشاف الله فى كل شىء يحيط به،
لا بد أن تشرح فكرة أن الله فى كل شىء لأنه خلق كل شىء،
وأنه لا مكان محددا له، لأنه أكبر من كل الأماكن فى الوجود،
إنها فرصة ذهبية ليعرف أن الله معه فى فراشه وفى الفصل ويطل من خلال عينيه على كل ما يمر به،
وهو ينظر من شباك السيارة،
الإجابة المختصرة المخلة بأن الله فى السماء قد توحى بمرور الوقت بأننا فى عالمين منفصلين،
الطفل على الأرض والله فى السماء،
الأمر الذى يجعل الله فى عينى الطفل مراقبا من أعلى لما يدور ومتلقيا للدعوات.
فلا تحدثه عن المجرة وحركة الإلكترونات،
من الأفضل أن يبدأ الكلام من كون الطفل (كإنسان صغير) معجزة فى حد ذاته،
فى طريقة حياته، فى حواسه، عن مسيرة الطعام بداخله من المضغ حتى الإخراج،
وكيف أنها عمليات لا تتم بقرار منه،
لا تستسهل الإجابة إذا سألك طفلك قائلا: «أين الله؟» فتجيب: فى السماء،
ما لم تشرح له مبكرا أن الله فى كل مكان، وأقرب إليه كثيرا من السماء،
فمتى ستساعده على اكتشاف الله فى كل شىء يحيط به،
لا بد أن تشرح فكرة أن الله فى كل شىء لأنه خلق كل شىء،
وأنه لا مكان محددا له، لأنه أكبر من كل الأماكن فى الوجود،
إنها فرصة ذهبية ليعرف أن الله معه فى فراشه وفى الفصل ويطل من خلال عينيه على كل ما يمر به،
وهو ينظر من شباك السيارة،
الإجابة المختصرة المخلة بأن الله فى السماء قد توحى بمرور الوقت بأننا فى عالمين منفصلين،
الطفل على الأرض والله فى السماء،
الأمر الذى يجعل الله فى عينى الطفل مراقبا من أعلى لما يدور ومتلقيا للدعوات.
وعندما يسألك: لماذا لا نرى الله؟ فلا بد أن يكون الرد من منطقة مشابهة لخبرة الطفل فى الحياة،
لا بد أن تشرح له أننا لا نرى الله، ولكن نرى آثاره، مثلا هل تستطيع أن ترى الكهرباء بعينيك؟ بالطبع لا،
لكنك تستطيع أن ترى أثرها فور أن تضغط على زر إنارة النجفة،
ولا بد أن تشرح له أن رؤية الله تحتاج إلى عيون من نوع خاص،
سنمتلكها يوم القيامة وأن رؤية الله فى هذه اللحظة هى مكافأة عظيمة أجمل من الجنة،
ستجعل الطفل يتتبع آثار الله ليشاهدها فى كل شىء وستزرع بداخله شوقا
ما لأن يحصل على تلك العيون المميزة يوم القيامة.
لا بد أن تشرح له أننا لا نرى الله، ولكن نرى آثاره، مثلا هل تستطيع أن ترى الكهرباء بعينيك؟ بالطبع لا،
لكنك تستطيع أن ترى أثرها فور أن تضغط على زر إنارة النجفة،
ولا بد أن تشرح له أن رؤية الله تحتاج إلى عيون من نوع خاص،
سنمتلكها يوم القيامة وأن رؤية الله فى هذه اللحظة هى مكافأة عظيمة أجمل من الجنة،
ستجعل الطفل يتتبع آثار الله ليشاهدها فى كل شىء وستزرع بداخله شوقا
ما لأن يحصل على تلك العيون المميزة يوم القيامة.
سيسألك لماذا لا يستجيب الله لدعائى؟ فعليك هنا أن تضرب مثلا بنفسك
شارحا مبرر رفضك الاستجابة لطلب من طلبات الطفل،
فليس شرطا أن يصح اعتقاد الشخص أن حصوله على شىء ما سيكون سببا لسعادته،
قد يكون حصوله عليه سببا لتعاسته ، (مثلا) الدراجة التى اشتريتها لك فى الصيف الماضى
كانت سببا فى حادث كبير منعك من مغادرة فراش المستشفى ثم البيت طوال عطلة الصيف،
إذن ربما لو لم أستجب لطلبك بشراء الدراجة لكانت الأمور أفضل كثيرا،
الله يعلم ما فيه الخير لك، وهو أدرى بما سيجلب لك السعادة.
شارحا مبرر رفضك الاستجابة لطلب من طلبات الطفل،
فليس شرطا أن يصح اعتقاد الشخص أن حصوله على شىء ما سيكون سببا لسعادته،
قد يكون حصوله عليه سببا لتعاسته ، (مثلا) الدراجة التى اشتريتها لك فى الصيف الماضى
كانت سببا فى حادث كبير منعك من مغادرة فراش المستشفى ثم البيت طوال عطلة الصيف،
إذن ربما لو لم أستجب لطلبك بشراء الدراجة لكانت الأمور أفضل كثيرا،
الله يعلم ما فيه الخير لك، وهو أدرى بما سيجلب لك السعادة.
اشرح له فكرة أن الإنسان (ممكن بجهله يدعى غلط أصلا) ولا تستغل سؤاله عن سبب عدم الاستجابة
لدعائه كمناسبة للتوبيخ، علمه أن الدعاء لا بد منه،
وأن كل ما سيسفر عنه خير، سواء تحققت أمنيته أم لم تتحقق.
لدعائه كمناسبة للتوبيخ، علمه أن الدعاء لا بد منه،
وأن كل ما سيسفر عنه خير، سواء تحققت أمنيته أم لم تتحقق.
سيسألك طفلك «هو ربنا بينام زينا؟»، عليك أن تحكى له قصة سيدنا موسى عندما سأله اليهود السؤال نفسه،
فأوحى له الله أن يمسك زجاجتين، كل واحدة فى يد ثم أرسل الله عليه النوم فسقطت الزجاجتان من يديه وتحطمتا، فما مصير كل هذا الكون إذا نام الله؟
سيسألك: «لماذا جعل الله بعضنا أغنياء وبعضنا فقراء؟»
فعليك أن تبدأ فى شرح ميكانيزم الحياة له، الإجابة بموضوع «كل واحد ورزقه» لا تلائم طفلا أبدا،
عليه أن يفهم أن لو كانوا كل من فى الكوكب أغنياء فمن سيقوم بالعمل الذى يحرك العمل ويعمره؟
وإذا كانوا جميعا فقراء فبماذا يعملون؟ ومن الذى سيستأجرهم ويدفع لهم مقابل العمل؟
فأوحى له الله أن يمسك زجاجتين، كل واحدة فى يد ثم أرسل الله عليه النوم فسقطت الزجاجتان من يديه وتحطمتا، فما مصير كل هذا الكون إذا نام الله؟
سيسألك: «لماذا جعل الله بعضنا أغنياء وبعضنا فقراء؟»
فعليك أن تبدأ فى شرح ميكانيزم الحياة له، الإجابة بموضوع «كل واحد ورزقه» لا تلائم طفلا أبدا،
عليه أن يفهم أن لو كانوا كل من فى الكوكب أغنياء فمن سيقوم بالعمل الذى يحرك العمل ويعمره؟
وإذا كانوا جميعا فقراء فبماذا يعملون؟ ومن الذى سيستأجرهم ويدفع لهم مقابل العمل؟
اسم الكتاب «أسئلة حرجة» للكاتب الراحل عبد الرزاق نوفل، وهو من أشهر الكتّاب الإسلاميين فى الثمانينيات وما قبلها، وكانت له إسهامات فكرية ودعوية إسلامية من أول كتبه «الله والعلم الحديث»، وظل يكتبه وينقحه 18 عامًا، وهو أول كتاب يصدر للربط بين الدين والعلم الحديث، وتُرجم إلى معظم اللغات، صادر عن «دار الكتاب العربى» فى 180 صفحة، ربما لا يقدم لك الإجابات النموذجية فى هذا المضمار، لكنه يساعدك على تنظيم أفكارك والاستعداد للحظة التى قد يوجه إليك ابنك فيها «أسئلة حرجة».
للكاتب :عمر طاهر
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Blog List
Isalmic Hijri Calendar

Blog Archive
-
►
2007
(20)
- ► September 2 (2)
- ► September 9 (2)
- ► September 16 (3)
- ► September 23 (1)
- ► October 28 (1)
- ► November 4 (1)
- ► November 25 (1)
- ► December 9 (2)
-
►
2008
(18)
- ► January 13 (1)
- ► February 3 (1)
- ► February 10 (1)
- ► February 24 (1)
- ► September 14 (1)
- ► October 19 (1)
- ► October 26 (1)
- ► November 2 (1)
- ► November 16 (3)
- ► November 30 (1)
-
►
2010
(11)
- ► January 17 (2)
- ► September 5 (2)
- ► September 12 (1)
- ► October 17 (1)
-
▼
2012
(18)
- ► September 16 (1)
- ► September 23 (3)
- ► October 14 (1)
- ► November 4 (1)
- ► December 2 (5)
- ► December 9 (1)
- ► December 23 (1)
-
►
2013
(6)
- ► February 3 (2)
- ► February 10 (2)
- ► February 17 (1)
0 comments:
Post a Comment